مناهج مصر

العودة   مناهج مصر > القسم العام > الحوار العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم اليوم, 06:04 AM   #1
رضا البطاوى
عضو VIP
 
الصورة الرمزية رضا البطاوى
 
تاريخ التسجيل: 14 / 11 / 2015
المشاركات: 420
افتراضي الهجاء في الإسلام

الهجاء في الإسلام
الهجاء نوع من الكلام المقصود به :
سب الأخر والتنقيص منه من خلال تعديد عيوبه وعيوب أهله
والكلمة لها معانى متعددة منها :
نطق الحروف ولذا يسمونها:
حروف الهجاء وهو النطق هنا
ولم تذكر الكلمة ومشتقات جذرها في المصحف والموضوع هنا هو :
الهجاء بمعنى السب بتعديد عيوب المهجى وأهله ومن ينتمى إليهم
ونجد أن الهجاء يتضمن أمورا متعددة :
اللعن
القذف وهو الرمى بالفواحش
الغيبة
النميمة
الاتهام بجرائم أخرى
وقد ناقش الفقهاء في الهجاء مسائل متعددة منها :
الأول :
جواز هجو الكفار ومنهم المرتدين
وقد بنوا حكمهم على روايات مثل :
"قَالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِحَسَّانَ: اهْجُهُمْ -أوْ: هَاجِهِمْ- وجِبْرِيلُ معكَ. وَزَادَ إبْرَاهِيمُ بنُ طَهْمَانَ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عن عَدِيِّ بنِ ثَابِتٍ، عَنِ البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ قَالَ: قَالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ قُرَيْظَةَ لِحَسَّانَ بنِ ثَابِتٍ: اهْجُ المُشْرِكِينَ؛ فإنَّ جِبْرِيلَ معكَ. رواه البخارى
والحق أن الأمر يكون بناء على التالى :
المثلية فإن كان الهاجى هجا المسلم جاز له أن يهجوه لفظيا وهو العدوان اللفظى وإن لم يهجوه لفظيا فلا يجوز أن يهجوه لأن رد الاعتداء يكون بمثله كما قال تعالى :
"فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم"
أن الهاجى إذا عجز عن رد الظلم بالفعل إن كان اعتداء بالفعل جاز له أن يهجوه ظالمه باللفظ
وفى هذا قال تعالى :
"لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما"
الثانى :
عدم جواز هجو المسلم للمسلمين
وقد استدل الفقهاء على عدم جواز هجو المسلم بقول الله تعالى:
"والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا "
وقوله تعالى:
"يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون "
وقول النبي صلى الله عليه وسلم:
المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده "
وقوله صلى الله عليه وسلم:
" ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا الفاحش ولا البذيء "
ودليل عدم الأذى في الآية الأولى لا يصلح في كل حالات الهجاء لأنه في حالة الرمى بالكذب لقوله" بغير ما اكتسبوا" فهنا يتم اتهام المسلم بدون أن يعمل المتهم به
والآية الثانية هى الابتداء بالعدوان اللفظى وليست في رده والبدء محرم ولكن الرد مباح كما قال تعالى :
"وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به"
والدليل الثالث لا يصلح لأن النبى(ص)لم يقله لأن الحديث يبيح للمسلم أن يؤذى الناس بغير اليد واللسان مثل فرجه بالزنى ومثل نظره بالنظر للمحرمات ومثل التجسس بالأذن
والدليل الرابع لا يصلح لأن النبى(ص)لم يقله لأن الملائكة والمسلمين لعانون للكفار مصداق لقوله تعالى :
"إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"
هجاء الموتى :
حرم القوم هجاء الأموات مثل الأحياء بناء على حديث مثل :
"لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا "
"لا تسبوا أمواتنا فتؤذوا به الأحياء"
والحق أن النبى (ص)لم يقل تلك الأقوال لأنها فضفاضة لا تحدد الحكم بالضبط فيجوز لعن موتى الكفار كما نلعن فرعون وأمثاله من الموتى كأزر والد إبراهيم(ص)وابن نوح(ص)فهؤلاء كفار أجاز لعنهم أحياء وأمواتا كما قال تعالى :
"إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"
فهنا المعلونين موتى
الطلاق بالهجاء :
المراد بذلك أن طلاق الرجل يقع إذا قال طالق مفردوة الحروف :
ط ا ل ق
حكم التهاجي:
البدء بالهجاء محرم وأما من رد الهجاء فهو غير آثم لأنه نقذ كلان الله برد العدوان بالمثل وهو نفسه :
العقاب بالمثل
وقد بنى الفقهاء حكمهم على حديث أبو هريرة :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
المستبان ما قالا، فعلى البادئ منهما ما لم يعتد المظلوم "
ومن رد الهجاء بالمثل لا شىء عليه إلا أن يكون الهجاء اعتداء على أخرين وهو تجاوز فى الرد مثل :
هجاء الأبوين بالزنى وهما مسلمين
عند ذلك يكون هناك جريمة أخرى ارتكبها الراد على الهجاء
العقاب على الهجاء :
أفتى الفقهاء بضرب من اعتاد هجاء الناس بدون حق وهوما يسمى عندهم لالاتعزير والحق :
أن الهجاء عقابه هو عقاب الكاذب وهو:
ثمانين جلدة مثله مثل الرامى الناس بالزنى
أدب الإستهزاء :
هو ما يسمونه أدب الهجاء وهو على نوعين إسلامى وكفرى والإسلامى يلتزم بأحكام الإسلام وهو أن يكون رد فعل على اعتداء الجانب الأخر سواء كان الإعتداء فعلا أو قولا وقد نهانا الله عن قول السوء إلا فى حالة الظلم من الأخرين فعندها يباح لنا قول السوء فيه دون عقاب وفى هذا قال تعالى "لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم "
والأدب الاستهزائى الكفرى يبدأ بالإستهزاء دون عدوان من الطرف المستهزىء به وقد نهانا عن هذا فقال :
"لا يسخر قوم من قوم "و "ولا نساء من نساء" و"ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب "
والإستهزاء هو السخرية هو اللمز هو التنابز بالألقاب ومن نصوص الاستهزاء الكفرى قول بشار بن برد مستحقرا العرب :
ولا حدا قــط أبى خلــــف بعير جرب
ولا أتى حنظلــة يثقــــبها من سغب
ولا أتى عرفطــة يخــــبطها بالخشب
ولا شــوينا ورلا مـــنضنضا بالذنب
ولا تقصعــت ولا أحكب صنب الحـزب
ولا اصطلى قط أبى مفحجا للهــــب
كلا ولا كـان أبى يركب شـرجى قـتب
إنا ملوك لم نــزل فى ســالفات الحقـب
ورغم أن النص ظاهريا ليس استهزاء لأن ما ذكره من الأفعال ليس عيبا ولا عارا على من يفعله إلا أنه قصد به التحقير بدليل جعل قومه ملوك وما داموا كذلك فغيرهم عبيد أذلة وهذا هو من الهجاء العظيم وقال يحيى بن عبد العظيم الجزار مستهزئا بزوجة أبيه :
تزوج الشيخ أبى شيخــة لـيس لها عقل ولا ذهن
لو برزت صورتها فى الدجى ما جـسرت تبصرها الجن
كأنها فى فرشها رمـــة وشعرهـا من حولها قطن
وقائل قال فما ســـنها فقلت ما فى فمها أسنان
فهنا جعل المرأة مجنونة وجعل الجن تخاف من رؤيتها وشبهها بالرمة وهو كفر وقال الشاعر :
يا غراب البين أسمعت فقـل إنـــما تنطق شيئا قد فعل
كل عيش ونعيم زائـــل وبنات الــدهر يلعبن بكل
أبلغا حسان عنى آيـــة فقريض الشعر يشفى ذا الغلل
كم قتلنا من كريم سيــد ماجد الجدين مقــدام بطل
ليت أشياخى ببدر شهـدوا جزع الخزرج من وقع الأسل
قد قتلنا القرم من أشياخهم وعدلنا ميل بدر فاعتــدل
الشاعر هنا يستهزىء بالمسلمين وحقائق القرآن ويعارضها ومن أمثلة نصوص الإستهزاء الإسلامى الرد على قول الشاعر السابق وهو :
ذهبت بابن الزبعرى وقعة كان منا الفضل فيها لو عدل
ولقد نلتـم ونلنا منكم وكذاك الحرب أحيـانا دول
إذ شددنا شـدة صادقة فأجآناكم إلى سفح الجبـل
إذ تولون على أعقابكم هربا فى الشعب أشباه الرسل
وعلونا يوم بـدر بالتقى طاعة الله وتصديق الرسـل
وتركنا فى قريـش عورة يوم بدر وأحاديث مــثل
وترفض التعابير غير الواقعية وهى الكاذبة والسبب أنها تخالف حقيقة الأمر ويعتبرها بعض نقاد الأدب من فنية التعبير الجيد ومن أمثلة هذه التعابير قول أحمد بن المعذل :
قال لى أنت أخو الكلب وفى ظنه أنه قد هجانى واجــتهد
أحمد الــــله تعالى أنه ما درى أنى أخو عبد الصمد
والتعبير غير الواقعى هو أخو الكلب فالإنسان ليس أخ للكلب فى النوع فهى مخالفة للحقيقة ومنها قول أبو تمام فى عبد الصمد بن المعذل :
أفى تنظم قول الزرو والفـــند وأنت أنزر من لا شىء فى العدد
اشرجت قلبى من بغضى على حرق كأنها حركات الروح فى الجسد
والتعبير الكاذب هو أنت أنزر من لا شىء فى العدد فهو يعنى أنه أقل من الصفر وهو كناية عن أنه معدوم وهذا كذب فإذا كان معدوما فكيف يهجو شيئا غير موجود إلا إذا كان مجنونا ؟
رضا البطاوى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By manahg.net
Powered by : making money online