ظاهرة الغضب

[السيد مرعي]

ظاهرة الغضب


بسم الله الرحمن الرحيم

أحبتي أحببت أن نسلط الضوء اليوم على عادة أو صفة لدى بعض الناس في المجتمع
ألا و هي ظاهرة الغضب .......



في البداية لنتعرف قليلا على معنى الغضب لغويا و إصطلاحيا بشكل طبي

أولا معنى كلمة غضب لغويا :

في المعجم الوسيط : غضب عليه تعني سخط عليه و أراد الإنتقام منه
فهو غضب وهي غضبة وهو غضبان وهي غضبى وهو غضبان وهي غضبانة (بالتنوين)
للمذكر غضاب وللمؤنث غضابى وغضب له غضب على غيره من أجله وغضب من لا شيء من غير شيء يوجب الغض

أما وفقا لمختار الصحاح : غَضِبَ عليه من باب طرِب و مَغْضَبَةً أيضا كمتربة ورجل غَضْبَانٌ وامرأة غَضْبَى
و في لغة بني أسد غَضْبَانَةٌ و ملآنة و أشباههما و قوم غَضْبَى و غَضَابَى كسَكْرى و سَكارى
و رجل غُضُبَّةٌ بضم الغين والضاد وتشديد الباء يغضب سريعا و غَضِبَ لفلان إذا كان حيا وغِب به إذا كان ميتا
و غاضَبَهُ راغمه وقوله تعالى {مُغَاضِباً} أي مُراغما لقومه وامرأة غَضُوبٌ أي عبُوس و الغَضْبُ الأحمر الشديد الحُمرة يقال احمرُ غَضْب

و في معجم المعاني العربي : غضب تعني : حنق , غيظ

أما كمصطلح فتعريف الغضب بشكل طبي هو هو تصرف لا شعوري و انفعال لا اردي يهيج الاعصاب
و يحرك العواطف و يعطل التفكير ويفقد الاتزان ويزيد في عمل القلب
و يرفع ضغط الدم و يزداد تدفقه على الدماغ و تضطرب الاعضاء و يظهر ذلك
بجلاء على ملامح الانسان فيتغير لونه و ترتعد فرائسه و ترتجف اطرافه
و يخرج عن اعتداله و تقبح صورته و يخرج عن طوقه فاٍن لم يكبح جماح نفسه
تفلت لسانه فنطق بما يشين من الشتم و الفحش و امتدت يده لتسبقه الى
الضرب و العنف و القتل و قد يدفعه الغضب الى شق ملابسه و لطم خده
و رمي نفسه و قد يفقد اعصابه و اتزانه
و يرى البعض أن الغضب أهم الأسباب التي تؤدي إلى العنف المجتمعي

أنواع الغضب :

1- الغضب المحمود : و هو الغضب لله تعالى إذا ما أنتهكت حرمة من حرماته
فنبينا الأكرم لم يغضب يوما إلا إن أنتهكت محارم الله عز و جل
فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ما ضرب رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم - شيئا قط بيده ، ولا امرأة ، ولا خادما
إلا أن يجاهد في سبيل الله ، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله -عز وجل- ( ).
و في القرآن الكريم نجد مثالا للغضبة لله تعالى في قوله تعالى
(( وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)) (الأعراف :150) .

2- العضب المذموم : و هو الغضب الذي يكون في سبيل الباطل و الشيطان و الشر
فهذا محرم و يجب علينا إجتنابه
ففيه غضب و حنق على من يتبع الأحكام الشرعية و الدين

3- الغضب المباح : و هو الغضب في غير معصية الله شريطة أن لا يتجاوز حده و كظمه خير و حسن
قال تعالى (( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ))(آل عمران : 134)
و يُذكر هنا أن جارية لعلي بن الحسين جعلت تسكب عليه الماء , فتهيأ للصلاة , فسقط الإبريق من يد الجارية على وجهه فشجه
, فرفع علي بن الحسين رأسه إليها ، فقالت الجارية : إن الله -عز وجل - يقول :(وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ)
فقال لها : قد كظمت غيظي . قالت (وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ) فقال لها : قد عفا الله عنك .
قالت : (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) قال : اذهبي فأنت حرة

نظرة الإسلام لظاهرة الغضب و العلاج :

عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رجلا قال للنبى ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أوصنى قال : لا تغضب فردد مراراً قال لا تغضب . رواه البخاري
وقال ( صلى الله عليه وسلم ) : " إن الغضب من الشيطان و إن الشيطان خلق من النار و إنما يطفئ النار الماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ "
من هنا يظهر لنا أن الإسلام يمقت و يحرم الغضب إن كان في سبيل الشيطان و هو أمر يدخل صاحبه في دائرة الحرام
و قد تودي بصاحبه إلى التهلكة أو قتل النفس أو .......
لذا حذر منه نبينا المختار و كرر مرارا جملة لا تغضب

علاج الغضب في الإسلام :

1- الإستعاذة بالله من الشيطان :
قال تعالى ( وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (فصلت:36)

2- تغيير الحال و وضعية الجسد :
وقال أبو ذر الغفارى : قال لنا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) " إذا غضب
أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع

3- ترك المخاصمة والسكوت
عن ابن عباس -رضي الله عنهما -عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال ( علموا وبشروا ولا تعسروا وإذا غضب أحدكم فليسكت )

4- الوضوء
وقال ( صلى الله عليه وسلم ) : " إن الغضب من الشيطان و إن الشيطان خلق من النار و إنما يطفئ النار الماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ "

5- الإكثار من ذكر الله


بالإضافة لطرق أخرى للعلاج

............

الآن نترك لكم بعض الأسئلة للحوار و النقاش :

1- ما رأيك بظاهرة الغضب ؟؟!!

2- يقال أن الغاضب يريد بالغضب أن يغطي ضعف شخصيته
فيما يرى آخرون أنه إظهار للذات و تبيان للقوة
فمع أي الفريقين أنت ؟

3- هل ترى أنه بالغضب تحل المشاكل أم تزيد من حدتها ؟؟

4- هل غضبت يوما إلى حد أنك رغبت في قتل أحدهم ؟؟

5- الغضب ظاهرة تؤدي بالنهاية إلى العنف المجتمعي ... ما رأيك ؟؟!!

6- برأيك هل نتائج الغضب يوما ما ستكون إيجابية ؟؟



دمتم جميعا سالمين من هذه الظاهرة الغير محببة