نص كلمة الرئيس السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، السيد بان كى مون سكرتير عام الأمم المتحدة، السيدات والسادة، يطيب لى فى البداية، أن أعرب عن اعتزازى بالمشاركة فى هذه القمة الهامة، وأن أتوجه بالشكر إلى سكرتير عام الأمم المتحدة على ما بذله من جهد لتنظيمها فى إطار الأهمية، التى باتت تحتلها قضية تغير المناخ، وضرورة اتخاذ إجراءات طموحة للتصدى لتداعياتها.. كما أتشرف بأن أتحدث أمامكم اليوم باسم المجموعة العربية. لقد وجه التقييم الخامس للهيئة الحكومية الدولية لتغير المناخ إنذاراً واضحاً إلى العالم بأسره بضرورة التحول إلى أنماط جديدة للتنمية، تشمل أنماط استهلاك رشيدة ونُظُم إنتاج مستدامة، لتخفيف ظاهرة تغير المناخ، والتكيف مع آثارها السلبية. إن المنطقة العربية الواقعة فى نطاق المناطق الجافة والقاحلة، هى من أكثر المناطق عرضة لتأثيرات تغير المناخ، بما لها من آثار سلبية على التنمية، مما يتطلب تحركاً وتضامناً دولياً أساسه مبدأ الإنصاف والمسئولية المشتركة مع تباين الأعباء، والقدرات المتفاوتة، والالتزام بالمسئولية التاريخية، وحق الدول العربية فى تحقيق التنمية المستدامة. وفى هذا الإطار، فإن التكيف مع تغير المناخ يمثل أولوية قصوى للدول العربية مثلها فى ذلك مثل الدول النامية، وخاصة الأفريقية. إن دولنا تعانى من أزمات متفاقمة فى الطاقة فى وقت تستهدف فيه تحقيق معدلات مرتفعة للنمو، وهو ما يتطلب التوسع فى مشروعات الطاقة المتجددة ضمن أولوياتها لتوفير الطاقة، مع التحول إلى نمط اقتصادى أكثر حفاظاً على البيئة. ومن هذا المنطلق أدعو الدول المتقدمة، والمؤسسات المالية، والقطاع الخاص للاستثمار فى هذه المشروعات. كما تعانى دولنا من الآثار الناجمة عن التغيرات المناخية، وفى مقدمتها ظاهرة التصحر. ومن ثم فإن المجتمع الدولى مدعو للانخراط فى جهود مكافحة هذه الظاهرة، ومن بينها دعم جهود زراعة أشجار الغابات فى الصحارى وريِّها من خلال مياه الصرف المعالَجة، بما يؤدى إلى امتصاص الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحرارى، والحفاظ على التوازن البيئى والتنوع الحيوى. السيدات والسادة، إن التوصل إلى اتفاق يعالج تفاقم ظاهرة تغير المناخ يستدعى تضافر جهود الجميع لخفض الانبعاثات الناتجة عن مختلف الأنشطة الاقتصادية، وكذلك للتكيف مع الآثار السلبية لتلك الظاهرة، كلٍّ وفقاً لحجم مسئوليته، وقدرته، وتأثره بها. لذلك، لا ينبغى أن يكون الإطار القانونى الجديد الجارى التفاوض حوله بديلاً عن اتفاقية تغير المناخ، بل وعلى رأسها مبادئ العدالة والإنصاف، والمسئولية المشتركة مع تباين الأعباء، والعناصر الأساسية: التكيف، والتخفيف، والتمويل، ونقل التكنولوجيا، وبناء القدرات. كما يجب العمل على تفعيل صندوق المناخ الأخضر. وأجدد من هذا المنبر اليوم، التزامنا جميعاً بالتنسيق مع كافة الأطراف للتوصل إلى اتفاق متوازن يَحَقِّقُ مصالح جميع الدول. شكراً ،،،
|